سقوط ( منظومة ) الانقاذ فكريا وتنظيميا له أبعاد عظيمة تتمثل في انحسار فكرة دولة الإخوان محليا ودوليا. مجرد التفكير في دولة دينية سوف يتم استدعاء نموذج السودان.
ما يحدث الآن يعتبر ثورة حقيقية لأنها تؤسس لأهمية القيم العليا والتي تم دهسها في السودان.
التعبير عن الثورة قد يتم في الخروج إلى الشوارع والتظاهر وهذا الفعل عادة ما يقابل بالقمع ولكن آلة القمع نفسها ستصاب بالانهاك مع الفعل الثوري المتشكل في استنهاض كل القطاعات. .شعارات الحرية والعدالة والمساواة أصبحت أدوات يمسك بها كل باحث عن الحقيقية والإنسانية. مع ملاحظة أن شدة القمع مؤشر لنجاح الفعل وفي المقابل ينعكس على التركيبة الاجتماعية والنفسية لدى القطاع المطالب بالتغيير.
أول المؤسسات التي مسها تراكم الفعل الثوري هي ( الحركة الإسلامية ) في السودان وخارج السودان وعلينا الرجوع إلى التغيرات الفكرية التي طالت بعض الأحزاب الإخوانية.
فعليا ( سقطت ) ..عادة السقوط السياسي أو الإقصاء يمكن تجاوزه بإعادة ترتيب الأوراق ولكن انهيار المنظومة الفكرية والوحدة التنظيمية يصنع متاريس عميقة في إعادة بناء التنظيم. .
سقطت ..لأن خطاب الإنقاذ الآن تقرره الأجهزة الأمنية مما يدل على انحسار الدور السياسي. .وهذا الانحسار انعكاس لفقر الفكرة.
سقطت. .لأن الواجهة السياسية والفكرية للتنظيم والمتمثلة في علي عثمان ( إلى حد كبير ) قد انتقلت من خانة الحجة والخطاب الفكري إلى مربع الخطاب الأمني من خطاب القانوني إلى خطاب التهديد الفطير .
سقطت. .عندما تحدث الفاتح عز الدين بالتهديد واللغة الغوغائية التي لا تليق بحامل دكتوراة في القانون!
سقطت. .عندما تم طباعة النقود كهذا دون تغطية ليدخلوا أنفسهم في جحر ضب والذي سبقهم إليه دعاة اللا علمية في التعامل مع الواقع.
سقطت. . عندما انسلخت مجموعة مقدرة من التنظيم ورجعت لصوابها وعندما جلست مجموعة على رصيف الإحباط العقائدي وانتظار سقوط برج الوهم العظيم.
سقطت. .عندما بحث الرئيس عن التجمعات ليخاطبها بعقلية رفع الآذان في مالطا.
سقطت. .عندما حاول الرئيس الالتصاق بكل الكيانات والادعاء انه ( كان )..دون أن يحدثنا عن وضعه الحالي. .فعندما يتحدث الإنسان عن الماضي في جل أوقاته فهي الدلالة على غياب الذات في الحاضر.
سقطت. .عندما تجاوزت الإنقاذ الدين والأخلاق الإسلامية وضربت واعتقلت ونكلت وكذبت واتكأت على معول انتهاك الحرمات.
سقطت ..عندما تصاعد الوعي وزعردت النساء وشارك الأطفال في بناء وعي جديد.
