خطير جداً ... الراكوبة تضع يدها على الجهات التي تشرف على القتل الممنهج للمتظاهرين والمعارضين
صحيفة الراكوبة
26 ديسمبر 2018
الخرطوم: الراكوبة
أكدت مصادر موثوقة للراكوبة أن اطلاق الرصاص الحي الذي شهدته الخرطوم اليوم جاء من جهتين أساسيتين هما الأمن الشعبي، وأمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني.
الأمن الشعبي ويعرف في أوساط الإسلاميين ب(أ - ش)، وهو الجهاز السري للحركة الإسلامية، ليست لديه واجهات علنية، وعناصره موظفين يعملون في مؤسسات الدولة ويتولى هذا الجهاز العمليات القذرة كتصفية المعارضين، ويشرف على عمليات التعذيب الممنهج.
ويُعد حلّ الأمن الشعبي الذي يُعرف في أوساط الإسلاميين ب(أ-ش) من شروط رفع العقوبات الأمريكية على السودان.
يذكر أن الحكومة أوهمت الرأي العالمي بحل الأمن الشعبي. وفي خبر نشرته الراكوبة نقلاً عن صحف الخرطوم المحلية في نهاية مارس 2017 أن مسؤولاً سابقاً في الحركة الإسلامية كشف عن حل جهاز الأمن الشعبي، فيما نقلت الصحف عن مصادر متطابقة أن احتفالا أقيم قبل نحو أسبوعين - من ذلك الوقت - في منطقة بُري بالخرطوم، كُرّمت فيه قيادات الأمن الشعبي؛ عطفاً على صرف مستحقاتهم- كافة.
وكان رئيس الحكومة السابقة بكري حسن صالح - الذي يجهل الكثير عن دولة الإسلاميين العميقة - قد سعى بمجرد توليه المنصب لحلّ هذا الجهاز الإجرامي، بل تولى عملية التفكيك بنفسه حيث أكد احد كوادر الامن الشعبي السابقين في تقرير نشرته الراكوبة بتاريخ 1 أبريل 2017 إن الفريق اول بكري حسن صالح شرع بمجرد توليه منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية في تجفيف وتصفية جهاز الامن الشعبي. واشار الكادر الى ان بكري قام بتخفيض ميزانية الأمن الشعبي من 6 مليار الى 600 مليون جنيه، وذلك بعد شهور قليلة من توليه منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية، وهي الخطوة التي اغضبت القائمين على امر جهاز الامن الشعبي، على اعتبار انها تأتي في سياق محاصرة حرس الانقاذ القديم، ولا سيما "علي عثمان طه" والدكتور "نافع علي نافع" والدكتور "عوض الجاز" و"اسامة عبد الله" و"كمال عبد اللطيف" وهذه المجموعة بالمناسبة ترى الحل الأمني هو الأنسب للأنتفاضة التي تجري حالياً.
وقال كادر الأمن الشعبي السابق ان الخطوات التي اتخذها بكري بتجفيف الامن الشعبي والمطالبة بحله جعلته في مواجهة مع قادة الجهاز المحسوب على الحرس الانقاذي القديم، مما جعل تلك المجموعة تقوم بتصفية احد حراس بكري واسمه "بهاء الدين محمد موسى"، بطريقة غامضة، ما جعل كثيرين يفسرونها بأنها رسالة تهديد من جهاز الامن الشعبي الى بكري لانه يسعى لتجفيفه. وقال الكادر ان "حادثة اغتيال بهاء الدين كانت بمثابة رسالة بحروف من دم في بريد بكري حسن صالح".
إلى ذلك اكدت مصادر موثوقة ان النائب الاول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح تعرّض في نهاية مارس 2017 الى محاولة اعتداء فاشلة يُشاع ان وراءها عناصر شديدة الولاء لجهاز الامن الشعبي.
وقالت المصادر ان حراس بكري تمكنوا من حمايته من الاعتداء الذي اشيع انه حدث ابان زيارة بكري الى احدى الولايات الغربية.
جدير بالذكر أن الدولة العميقة للإسلاميين تمكّنت من اقصاء بكري حسن صالح وأصبح خارج اللعبة وعوِّضاً عنه جاء معتز موسى الكادر الجهادي وقريب الرئيس عمر البشير ليحل في منصبه. لتعود بعدها للأمن الشعبي سطوته المعهودة.
أما أمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني، فهو مجموعات ارهابية جهادية عملت منذ انشائها على تصفية الطلاب وتعذيبهم، وقمع تظاهراتهم بيد من حديد. وهذه المجموعة الارهابية مدللة لدى نظام البشير وقد ظهرت بعض عناصرها خلف البشير في سبتمبر 2013 عندما هدد المتظاهرين بأن لديه مجاهدين حقيقيين قادرين على حسم المظاهرات في ساعات، وهو ما حدث بمعاونة الدعم السريع، حيث أردى النظام عشرات الطلاب قالت المعارضة أن عددهم بلغ 200 متظاهر، بينما أقر النظام بقتل 80 متظاهر فقط.
يذكر أن أحد ضباط جهاز الأمن قد صرح لمصادر موثوقة للراكوبة أن الأمن الشعبي وأمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني تسببان للجهاز كثير من المضايقة، ففي حين يسعى الجهاز في بعض الأوقات إلى تحسين صورته أمام الرأي العام؛ تقوم هاتان المجموعتان الارهابيتان بأرتكاب جرائم تعيد الصورة الحقيقية له كجهاز قمعى ودموي.