menu

رسالتي الي الرئيس المهلوع

بقلم مهدي زين


26 ديسمير 2018

سيادة الرئيس هذه رسالتي الخامسة من سلسلة رسائلي إليك والتي بدأتها في ١٤ ديسمبر ٢٠١٥ برسالتي للرئيس الخارق ، ثم رسالتي للرئيس الخائر الخائن ، ثم رسالتي الي الرئيس المخدوع ، ثم رسالتي الي الرئيس الكاذب ، ووعدتك أن أختمها برسالتي للرئيس المخلوع ولكن شاءت أقدار الله أن تسبقها هذه الرسالة إليك أيها المهلوع .

سيادة الرئيس إن ما ضجت به الأسافير أمس عقب زيارتك للجزيرة من مقاطع موثقة بالصوت والصورة ، وسخرية نساء ود الحداد ورفاعة من فرارك مفزوعاً مهلوعاً رغم القوة الضاربة التي تحيط بك والتي جئت بها محملة على أكثر من أربعمائة عربة تاتشر لتوفر لك الحماية ، كانت مقاطع صادقة وشفافة صورها أفراد عاديون من هذا الشعب المعلم .

سيادة الرئيس لاتهمنا الأفلام الممنتجة لزيارتكم للجزيرة التي عرضت مساءاً في قناة السودان وقناة سودانية ٢٤ ، والتي طالتها يد التعديل والتحريف بدمج مقاطع قديمة وحذف مقاطع تسوء وجوهكم ، فلو كانت الزيارة فعلاً قد تمت بالصورة التي عرضت مساءاً فلماذا تم قطع الإرسال المباشر الذي سمع فيه الناس الهتافات المضادة ، وأصبح حديث مجالسهم .

سيادة الرئيس إن الرجرجة والدهماء الذين تعودت على حشدهم ليرقصوا معك في ريف الجزيرة كلما ضاق عليك الخناق لا يعنوننا في شيئ ، ولن يزيدوك الا خبالاً ، ولن يغنوا عنك شيئاً من غضبة الثوار الذين كشفوا صدورهم عارية لرصاص قناصتك ومليشياتك الغادرة لم تكسر عزيمتهم كثافة سحب الدخان ولا لعلعة السلاح .

سيادة الرئيس إن الهلع الذي أصابك بعد التقارير الأمنية التي وصلتك محذرة بأن جموع الشعب الثائرة في العاصمة ستبلغ عتبات القصر الجمهوري في ظهيرة يوم الثلاثاء هو الذي دفعك للسفر الي الجزيرة ليلاً تطلب فيها نومة هادئة ، ولكن حريق معرض التراث أفسد عليك ليلتك وحرم أجفانك النوم وجعلك تتمنى لو أنك لم تغادر الخرطوم .

سيادة الرئيس إن مذكرة الرحيل لو نُفِّذت بتفاصيلها المقترحة كما هي لضاقت عليك الأرض بما رحبت ، ولما وجدت أرضاً تقلك ولا سماءاً تظلك ولكن أيادٍ أمنية عابثة تدخلت في منعرج ما وشوهت تفاصيل المذكرة التي كانت تنادي بخروج الشعب في العاصمة المثلثة الي القصر والبرلمان والقيادة العامة وفي كل عواصم الولايات الي مكاتب الولاة وفي خارج الوطن الي كل السفارات في آن واحد ، تظلل مواكبها عناية الله وتحرس سلميتها كاميرات الإعلام الإقليمي والعالمي وتسجل دقائق تفاصيلها منظمات حقوق الإنسان الدولية .

سيادة الرئيس لو نفذت مذكرة الرحيل بتفاصيلها هذه لكنت اليوم أنت وأيلا والسبعة عشر حرامي الآخرين في الولايات في قبضة الشعب ترسفون في الأغلال ولكن الله غالب على أمره .

سيادة الرئيس أنت من طينة الطغاة الفراعنة ، تشابهت قلوبكم فلا تستبينون الرشد الا ضحى الغد ، فها أنت الآن لا تسمع قصف الرعود ، ولن يخطر ببالك أبداً أن في السودان ثورة ، وستظل تكابر وتعاند وتلاجج حتى يقف الثوار على عتبة دارك لتقول لهم من أنتم كالذين كانوا من قبلك ، وستظل تردد شعاراتك المتآكلة وتلوح بعصاتك وتظن أن ذلك شجاعة ودواخلك يملؤها الخوف والخور والهلع .

سيادة الرئيس أسأل الله أن يشدد على قلبك ويطمس على بصيرتك ، فلا ترحل ولا تتنحى حتى ترى العذاب الأليم لتصلك رسالتي القادمة أيها المخلوع في قعر حفرة أو على مقعد محكمة ولات ساعة مندم .
Mahdi Zain