هُتَافنا يَدَوِّى يَهِزَّ القصْرَ مَوْكِب الأحد 6 يناير 2019م
بقلم: عبد العزيز عثمان سام
6 يناير 2019م
لم يَشْفَع للحكومةِ خطابات الرئيس التى عرضَ فيها حَاله، أنه كان يحلِبُ البقر فى كافورى ويبيع التمر فى الشمالية وأن سِنَّه إنْكَسَر يوم وقعَ من"سِقَالة" وهو عامِل بنَاء"طُلبَة". فظهرَ يوم أمس مُعتز موسى رئيس الوزراء ومحمد يوسف كِبر نائب الرئيس بصِيغة جديدة لتهْدِئة الأحوال، قالا بصِيغة مُتَّفق عليها مُسبَقاً: "دَعُونَا نتَّفِق أن نُحافِظَ على الوطن، ونختلف فيما دون ذلك!". هى كلمة حقِّ أُرِيد بها باطِل لأنَّ هذه الحكومة وحْدَها هى الخطر الذى يتهَدَّدُ الوطن وبذهابِها يسْلمُ ما تبَقَّى من وطن وسُرعَان ما يعُود الجُزء الذى إنفصل كُرهاً بسببِ ظُلمِ وعُنصرِيَّةِ الحكومة ونقضِها العهُودِ. فأىِّ وطنٍ أبْقَيتُم حتَّى نتَّفِق على الحِفاظِ عليه؟.
هل حافظتم أنتم على الوطنِ الذى إنتزَعتُم ليلة الثلاثين من يونيو1989م؟ أين الجنوب الحبيب الذى يمثِّلُ ثلث الوطن وأخصَبه وأغنَاه، وأطيبَ شعب؟ ألم تفصِلُوه بحرُوبِكم الجِهَادية وعنصُرِيَّتكم ونقضِكم اتِّفاق السلام الشامِل 2005م وما تلاه من خطاب الكراهية الذى مارَسْتم ضِدَّ الجنوب وأهله، فذهبُوا بعِيدَاً بكَرَامَتِهم؟.
هل حافظتم على الوطن بقتلِكم 300 ألف مواطن فى دارفور وأدخلتم أكثر من خمسة ملايين فى معسكراتِ نُزوح ولجُوء ينتظرون حتفهم كلِّ يومٍ وليلة، وشباب فى عُمرِ الزهُور هرَبُوا من الجَحِيمِ عبر البِحار والمحيطات فأكلتهم الحِيتَان؟.
هل حافظتم على الوطن وأنتم تلقونَ بحِمَمِ الموت بلا هوَادَة، ليلَ نهار، على الأبريَاءِ فى إقليمى جبالِ النُوبا والنيلِ الأزرق منذ يونيو 2013م؟.
أم حافظتم على الوطن وأنتم تُغِرقُونَ أطفال المَنَاصِير بمِياهِ خزَّانِكم الفاشِل الذى شيَّدتُم بقرُوضٍ رِبَوِيَّة فمَحَقَها الله الذى يَمْحَقُ الرِبَا؟ خزَّان لا فائِدة له غير منع الطَمِى من خزان السَدِّ العَالِى! وإلَّا ما كانت مصر تقْبلُ بقِيامِه أصْلاً.
هل حافظتم على الوطنِ بتخصيصكم 80% من الدخل القومى"للدفاع"؟ ودفاعٌ عن مَنْ، ومِن مَن؟ أىِّ الدُول قاتلتُم للحِفاظِ على تُرَابِ الوطن؟ أم أنتم تفلحون فقط فى قتلِ السودانيين لتطوِيعِهم وإخْضَاعِهم، وفصلِ الأقاليم التى تأبَى الخضُوع لكم؟.
أم حافظتم على الوطن بتزويير الإنتخابات فى 2010م و2015م وأعددتم العُدَّة لتزويرِها فى 2020م وقد مَرَّرتم قانون"تزْوِيرِها" خِلْسَةً بإرادة مُنفرِدَة "لحِزبِكم" ونقضْتٌم كعَادتِكم (مُخرَجات الحِوار الوطنى) التى نصَّت على حتْمِيَّةِ "توَافق" الجميع على سنِّ هذا القانون بالذَّاتِ وعدم تمريرِه بالأغلبِيَّةِ المِيكانِيكِيَّةِ التى ظللتُم تحتفِظُونَ بِها منذ إغِتصَابِكم السلطة؟.
نريدُ من معَالِى السيِّدين مُعتز وكِبِر أن يواصِلَا الحديث اليوم ليُجِيبَا على أسئلتنا أعلاه حولَ هَلْ حافظت حكومة الكيزان على الوطنِ لتدعو الشعب مُشارَكتِها فيه.
ونرَى للحِفاظِ على الوطنِ أن يقومَ المؤتمر الوطنى وحكومتِه بالآتِى:
. ردَّ الأموال التى سرقُوها وهرَّبُوها ووضْعِها فى خِزَانة الدولة. ووَقْف فوْرِى لعملِيَّاتِ التهرِيب الجارية التى أفقدت البِلاد النقد. والشعبُ يعلمُ يقِيناُ أنَّ الإيراد اليومى لشركة زين للاتصالات 65 مليار جنيه لو تمَّ توريد عُشرِها لما عرِفَ الشعبُ نُدْرَةِ السيولة ولكِنَّ مُدِيرها "الأمنَجِى" يشترى بهذا المبلغ كُلَّ الدولار والذَهَب المعرُوض وفى المسَاءِ يُغَادِر السودان إلى الكويت يوْدعِها هناك ثمَّ يعود ليُكَّرِر عمله المُدمِّر كلّ يوم، فهل مثل هذا يُبقِى على الوطنِ حَيَّاً لنُحَافِظَ عليه؟.
. حتَّى نِسَاء الحكومة يرتعنَ فى المَالِ العام فى فساد مُنقَطِع النظِير، وما اخبار"السيِّدَة الأوْلَى" التى تِستأجِرُ صناديق فى بنوك اجنبية لحفِظِ ما سرَقت ببعيدة عن مَسَامِعِ الثوَّار، ثُمَّ يأتى هذان ليقُولا نحَافظُ على الوطن وهم يسرِقونه؟.
. الحفاظ على الوطنِ أن تذهَبَ هذه الحكومة فورَاً وطوْعَاً وتسليمِ البلد للشعبِ، وتسليمِ أنفسهم للمُحَاسبة، فلا أحدَ فوقَ القانون. وإلَّا فكُرْهَاً، أمْرَان أحْلَاهُما مُرّ.
. لنا أخٌ صديق وحبيب الكُل نُسَمِّيه حسن أدروب، تفتَّقت قرِيحته عن إقتراحٍ من ذهب يحِلُّ مُشكلة الحكومة ويخفِّف عنها غضب الشعب الثائِر، قال: على الرئيس البشير أن يجمَعَ مَرَدَةِ الكيزان الذين رَتعُوا فى المَالِ العام، بمن فيهم أهلِ بيتِه ويأمُرهم بدفعِ مبلغ مُعيَّن وفورَاً، فى حدودِ عشرين مِليار دولار. ولمَّا دفعُوا المبلغ فوراً فى خزانَةِ الدولة يخرجُ هو للشعبِ فى بَثٍّ مُباشِر ويعتذر عن سُوءِ حُكمِه ويُسَلِّم البلاد لأهلِها، ويسلِّم نفسَه وكلّ قيادات حزبِه للشعبِ. وأن يلتزمَ له الشعب الثائِرِ بحُسنِ المُعَاملة وكرَمِ الوِفَادة فى غيَابَاتِ السجونِ لا يتفلَّت من الحقِّ أحد.
للهِ دَرَّكَ يا أدروب.
ننتظِرُ موكِب اليوم وندعو للثوَّار، لا حولَ ولا قوَّة إلَّا بالله.
وهُتَافنا يُدَوِّى يِهِزَّ القَصْر.
. وفى الخِتَامِ: أقترح على الخالِ الرئاسى الطيب مصطفى أن يحمِلَ "بُقجته" بعد المُحاسبة طبعاً، ويطلُب اللجُوءَ فى دولةِ جنوب السودان، فهُم شعبٌ كريم ومُسَامِح، ولا يُظلمُ عِندَهم أحد.