في البدء خالص التعازي لأسر شهداء موقعة امدرمان تقبلهم الله القبول الحسن وألهم اهلهم وذوويهم الصبر الجميل
يوم أمس اجتهد المؤتمر الوطني بمحاولة بائسة لحشد المواطنين في مسيرته الفاشلة (تقعد بس)، نصف الحافلات كانت مليئة بالمشعوذين والمتسولين الأجانب في الإشارات الضوئية، وبعض الذين يتعاطون السلسيون (المغيبون) عملياً، والذين تم رفعهم وهم لا يدركون أي منقلب ينقلبون!
تلك لم تكن أخباراً أو صوراً رأيتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بل مشاهدات بأم عيني على أرض الواقع، بعض الذين اعتلوا تلك المركبات كانوا يرغبون في مواصلات تقلهم تجاه باشدار أو (٤١) أو وشارع أفريقيا أو ناحية عفراء مول وأنحاء أركويت.
الحافلات التي كانت تسير ببطءٍ وهي تستعطف وتستجدي الناس للصعود، كانت تقابل بإشارات (down...down) من شباب الديوم والمايقوما والصحافات.
أحد الرجال في المقعد الأمامي في واحد من البصات هتف قائلاً (ما لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء وليعد للدين مجده أو ترق كل الدماء)، لسُوء حظ الرجل أن هتافه صادف صف مواطنين أمام فرن آلي.. فرد عليه كل المواطنين في الصف وأمام السوبر ماركت في تقاطع محمد نجيب مع شارع (٦١) العمارات بعبارة (تسقط بس )!
إنّ المؤتمر الوطني والذي حاول حشد موكب مصنوع لتأكيد شعبيته، هزم نفسه من حيث لا يدري، وانقلب السحر على الساحر، فجاء الحشد وبالاً عليه وأكد هوانهم على الناس!
فكيف يستقيم أن تخرج مواكب أمدرمان عن بكرة أبيها في هدير صاخب وهي تعرف، وهي تعلم، وهي تدري، وهي توقن، أن الرصاص والبمبان والبطش والتنكيل والاعتقال ينتظرها، ورغماً عن هذا تخرج زحفاً وسيراً على الأقدام، في حين أنّ الذين حملوهم مجاناً مع وعود بوجبة طعام وعصير، استنكفوا عن المشاركة في هتافات محروسة ومحمية ومدفوعة القيمة.
يوم أمس سيظل في التاريخ السوداني، شاهداً حياً على أن هناك حزباً اسمه المؤتمر الوطني، فشل في حشد تأييد شعبي مخلص له بعد ثلاثين عاماً في الحكم، وفشل في استنطاق هتافات مؤيدة له، وفشل في إقناع شعب كامل بضرورة التصفيق له!
إن مسيرة المشعوذين وحارقي البخور وماسحي جوخ السلطان ، فشلت في أن تثبت صدقها لأنفسهم ناهيك عن الآخرين، وقد حاولوا ملء أنفاسهم بهتافات الحماسة وأغاني البطولات التي انطلقت من مكبرات الصوت علها تكسبهم قوة يقابلون بها احتقارهم لذاتهم..!