الدين ورجال الدين عبر السنين
الشيخ عبد الحى يوسف مثالاً
د. الطيب احمد النعيم
12 يناير 2019
الذين يسمون انفسهم "رجال الدين" أو "علماء السودان"، او ماهنالك من اسماء تطيب لهم، عرفو عبر تاريخهم الطويل بأنهم يقفون مع الحاكم الظالم ضد شعبه؛ وأنهم يستخدمون الدين لتخذيل الشعب ومنعه من الخروج والجهاد ضد الحاكم.
عرف الانجليز والأتراك هذه الصفه فيهم، فقربوهم إليهم، وتعطفو عليهم بالألقاب والمسميات؛ فأنت تراهم فى الصف الأول فى احتفالات الإنجليز، يلبسون زيهم المخزى؛ وواصلو صنعتهم هذه إلى يومنا هذا.
كانو سنداً للانجليز، وعملو على إفشال الثورات عليهم. طالعنا الشيخ يوسف عبد الحى، بالأمس، ليتبرأ من المظاهرة التى خرجت من مسجده، وينفى قيادته او خروجه فيها. نعم، هذا شرف لا يليق بك سيدى الشيخ؛ فانت لن تعدو قدرك - كل واشرب مستخدماً الدين فى ذلك واصمت!
أصابع جهاز الأمن واضحة فى الڤديو الذى ظهرت فيه، والذى لاشك فيه، أنه قد تم استدعاؤك لمكاتبهم، حيث تم التحقيق، وتم عمل هذا الڤديو.
انت معروف بقياده مسيرات غزة، ومسيرات تأييد أسامة بن لادن؛ لكنك تتبرأ من قياده مسيرات استنكار مقتل شبابنا وأطفالنا، فأرواح شباب غزه أعز عندك وعند امثالك من شيوخ السوء.
لكن الحقيقة التى لا مراء حولها، هي أن الخروج فى مسيرات غزة لو كان دونه السياط والضرب بالبنبان والرصاص الحى لما خرجت، فمسيرات غزة تؤيدها الحكومة وتحميها مثل مسيرتها فى الساحة الخضراء.
كان عليك، وكحد أدنى، ان تعترض على استخدام البنبان فى المساجد؛ ومن قال لك ان المساجد للعباده فقط؟ فأنت تعلم ان النبى عليه الصلاة والسلام كان يحرك الجيوش من مسجده. أنت تريدها مثل الكنائس، لأن الحكومة تريد ذلك؛ فالحكومة يخيفها انطلاق الثورة من المساجد، لرمزيه المساجد الدينيه؛ ولأن الحكومة استغلت الدين والمساجد؛ وهاهى المساجد تنتفض عليها. لقد أتتك فرصة عظيمة لتكون مشاركاً فى هذه الثورة العظيمة، فلفظتها وخرجت علينا لتنفى مشاركتك فيها؛ وهذا من فضل عنايه الله على هذه الثورة، أن مثلك لا ينتمى اليها؛ فأنت لا تعدو قدرك، إذ أن مكانك محفوظ ضمن المقاعد الاماميه لاحتفالات القصر وقاعة الصداقه.
رسالتى للشباب أن لاينخدعوا بمثل هؤلاء، فهم تجار دين، عاشوا عليه، ولم يعيشوا له؛ وسيظهرون لجانبكم مناصرون إن وضح لهم انتصار ثورتكم.
دكتور الطيب احمد النعيم
استشارى جراحة العظام
الظهران - السعوديه