خرج علينا رئيس مخابرات النظام صلاح عبدالله قوش في رسالة صوتية حملت خطاباً ماضوياً فجاً.
أرغى وأزبد ليقول للمواطنين إن هناك مؤامرات من جهات كان في السابق يستجدي الحوار معها، وتحدث عن الإسلام وهو الذي سجن رفاقه وعضوية حزبه بتهمة الفساد، ثم دعا إلى تغيير سياسات كبت الحريات التي ظل نظامه يستخدمها تحت دعاوي العفة وحفظ النظام والأمن، ظاناً أن أحلام الشباب مقتصرة على متع عابرة.
يعلم قوش أن النار تومض تحت أقدام قادة النظام، ويعلم أن المؤامرات الحقيقية هي داخل حزبه وبين قياداته ضد بعضها البعض، كما يعلم أن التغيير سيطاله هو بادئ ذي بدء، بكل ما جناه مادياً واجتماعياً، لذلك هو يريد أن يحافظ على صورة زاهية عند رؤسائه، ويريد أن يعرض بضاعته للمجتمع الإقليمي والدولي كبديل متوازن ومقبول، وهذا لعب على الحبال يفوح خيانة سيسقط بعده سقوطاً مدوياً.
إن ثورتنا بسلميتها لن تتراجع حتى تزيل النظام بكل قبحه وسوء خطابه ووضاعة ممارساته بالقتل والسحل والاعتقال وسرقة موارد البلاد والارتهان للخارج.
إن تجمع المهنيين مع جماهير الشعب السوداني يعون أن النظام آفل وأن القفز لخانات جديدة في خضم الصراع لن تكون إلا لإعادة انتاج النظام بنفس الوجوه ولكن مع تغييرات شكلية، وهذا هو الأمر الذي لن نسمح به، وسنمضي في ثورتنا حتى إزالة كل النظام وتحقيق النصر المبين.